منذ تأسيسه في الثامن من ماي سنة 1937، ظل نادي الوداد البيضاوي مرتبطا
بالقصر الملكي من خلال تسليم الرئاسة الشرفية للمغفور لهما محمد الخامس
والحسن الثاني ثم الملك محمد السادس، بهدف ترسيخ الأهداف الوطنية التي من
خلالها تم خلق النادي الذي يلقبه الكثيرون بـ"وداد الأمة".
ارتباط ملوك المغرب بناد أو آخر، كان دائما الشغل الشاغل لمحبي وعشاق
الأندية الوطنية، إذ دائما ما كانوا يتباهون بتشجيع ملك معين لهذا النادي
أو حضوره لمباراة ناد آخر، حتى أن هناك مشجعين لبعض هذه الأندية ممن أطلقوا
على فرقهم اسم "نادي الملوك" لكثرة ارتباط الملوك المغاربة بتاريخ ناديهم
المفضل.
ويتداول محبو نادي الوداد البيضاوي في هذه الفترة مقاطع فيديو للملك
محمد السادس عندما كان وليا للعهد، وهو يداعب الكرة رفقة زملائه مرتديا
قميصا أحمرا، وآخر يتفاعل فيه بطريقة تعكس ارتياحه وسعادته الغامرة، بعد
تسجيل رشيد الداودي لهدفه الأول أمام الهلال السوداني في ذهاب نهائي كأس
إفريقيا للأندية البطلة سنة 1992، ومعلقين عليها بـ"محمد السادس ودادي".
وداديّون: المَلك ودادي !
يصر مناصرو نادي الوداد البيضاوي من خلال تعاليق كثيرة عبر مواقع
التواصل الاجتماعي، على أن الملك محمد السادس يحب ويعشق نادي الوداد
البيضاوي، معتمدين في حكمهم هذا على مقاطع الفيديو المذكورة، التي تظهر
ارتداءه للون الأحمر منذ طفولته، وصولا إلى حضوره مباراة النادي المذكورة
والتي توج بعدها الوداد بالكأس القارية لأول مرة في تاريخه.
ويعتبر المشجعون الوداديون ميول الملك إلى النادي الأحمر، شيئا عاديا
بالنظر إلى ارتباط والده وجده بالنادي ذاته، الشيء الذي أكسبهم فخرا
واعتزازا بناديهم، حتى أنهم تغنوا في عدد من أغانيهم وأهازيجهم بهذه
"المنزلة".
أحْرضَان والداودي والمَلك
العربي أحرضان، أحد اللاعبين الكبار الذين شاركوا في رسم تاريخ النادي
الأحمر، أكد أن هناك قصة ارتباط تاريخية بين الوداد والقصر، من خلال تعاقب
ملوك المغرب على رئاسة النادي شرفيا، مردفا: "ألخص كلامي في سؤال أترك لكم
الإجابة عنه، فماذا يعني حضور المغفور له الحسن الثاني إلى ملعب فيليب
لحضور تداريب الوداد بشكل مستمر؟".
أحرضان قال إنه تلقى دعوة خاصة من الحسن الثاني، عقب الفوز بكأس محمد
الخامس سنة 1979 لحضور حفل إلى جانب بطاش وعبد الرزاق مكوار، مضيفا أن "هذا
لم يكن من فراغ والقصر لا زال يحتفظ بهذه الكأس هدية من النادي. محمد
السادس ولي العهد حينها كان يعرفنا ويتعامل معنا بشكل رائع".
نجم الوداد السابق أوضح أن محمد السادس حضر خصيصا لمركب محمد الخامس
لمتابعة النادي في نهائي الأبطال سنة 1992، بعد أن كان يكتفي بحضور نهائي
كأس العرش في عدة مناسبات.
من جانبه، أكد رشيد الداودي منفذ ركلة الجزاء التي حركت جنبات ملعب
محمد الخامس ومعها ولي العهد حينها، أن ملوك المغرب ارتبطوا دائما بالوداد
من خلال تقلد الرئاسة الشرفية للنادي، معتبرا ذلك فخرا لكل ودادي.
العالميّة وحُضور المَلك تُعيد الهَيبة للرّجاويين
بلوغ فريق الرجاء البيضاوي نهائي كأس العالم للأندية سنة 2013، وحضور
الملك محمد السادس للمباراة النهائية، أعاد الهيبة للنادي الأخضر وجمهوره،
الذي اعتبر متابعة الملك للرجاء في نهائي "الموندياليتو" مشهدا سيظل راسخا
في التاريخ ولن يتمكن من إعادته ناد مغربي آخر.
عشاق النادي الأخضر ساروا إلى تفسير مبادرة الملك بإهدائه قطعة أرضية
للرجاء بمناسبة إنجازه العالمي تعاطفا مع النادي ومكافأة له على إعلائه
راية المغرب في منافسة عالمية من هذا المستوى، معتبرين أن استقباله لنادي
الرجاء بالقصر الملكي بعد النهائي بأيام قليلة ما هو إلا دليل على ذلك.
وبين ما جاء به الوداديون من تاريخ لربط ملوك المغرب بالنادي الأحمر،
وما أتى به الرجاويون، يظل التنافس بين الغريمين التقليديين قائما، للظفر
بتعاطف ملكي جديد، قد لا يتأتى إلا عبر إحياء أمجادهما أولا.