وجّه مُستثمر إيطاليٌّ يُدْعى فالا أنطونينو تُهما خطيرة للممثل والمخرج
المغربي المعروف سعيد الناصري، تتعلّق بـ"النصب والاحتيال" في عمليّة
بيْعِ نادٍ للخيالة يضمّ فيلا، ويقعُ في العيايْدة الساحل أولاد حريز، حسبَ
وثيقة قدّمها المستثمر الإيطالي.
وقالَ المستثمر الإيطالي في مقطع فيدْيو بُثّ يوم 17 يناير الجاري على
موقع "يوتيوب"، إنّه تعرّف على الممثل سعيد الناصري عن طريق صديق له، بغرَض
زيارة نادي الخيالة الذي يملكه الممثل المغربي، والذي كانَ المستثمر
الإيطالي مهتمّا بشرائه.
بعْد ذلك، التقى الممثلُ المغربيُّ المستثمرَ الإيطالي، وأخذه لمعاينة
مرافق النادي، وتمّ التفاهم بيْنهما بشكْل شفوي على عملية البيْع -بحسب
روايته- وأضاف المستثمرُ أنّه حدد موعدا مع سعيد الناصري في مكتب هذا
الأخير، وأعدّ (الناصري) عقد كراء مع وعْد بالبيْع.
وفي اليوم نفْسه قامَ المستثمر الإيطالي بتحويل مبلغ 300 ألف درهم (30
مليونَ سنتيم) إلى الحساب البنْكي لسعيد الناصري، عبْر تحويلٍ من المغرب
وآخر تَمّ من فرنسا -حسبَ روايته-.
بعد ذلك -يرْوي المستثمر الإيطالي- أنّه توجّه إلى إيطاليا لقضاء رأس
السنة رُفْقة عائلته، وبعْد ذلك التقى الممثلَ سعيد الناصري، وسلّمه مفاتيح
النادي ومفاتيح الفيلا، التي انتقلَ إليها رُفقة عائلته، وفقَ تعبيره.
"بعد ذلك أعطى الناصري أوامره لعمال النادي أنّ المسؤول الحالي للنادي
هو أنا وزوجتي، وأننا نحن من سيسيّره"، يقول المستثمر الإيطالي، وأضاف "
وبعد ثمانية أيام رجعنا إلى النادي كالعادة، لنفاجأ بجميع الأبواب موصدة،
حيث قام الناصري بتغيير مفاتيح النادي، وأعطى أوامر للعمال بمنعنا من دخول
النادي".
وذهب المستثمر الإيطالي إلى حدّ اتّهام الممثل المغربي سعيد الناصري
بحجْز جميع أغراضه، "بما في ذلك عربةُ ابنتي، وجميع أغراضها، بما في ذلك
الأدوية، وتركنَا بدون شيء"، يقول فالا أنطونينو.
ولم تتوقّف اتّهامات المستثمر الإيطالي عنْد هذا الحدّ، بلْ ذهب إلى
حدّ اتهام سعيد الناصري بالنصب والاحتيال في عقْد البيْع، قائلا إنّه
اكتشف، حينَ استفساره عن صحّة العقود التي بحوْزته في الغرفة التجاريّة،
أنّ النادي غيرُ مُسجّل.
كمَا اكتشف –حسبَ روايته- من خلال وثيقة توصّل بها من السلطات المعنيّة
أنّ الأرض التي يتواجدُ عليها النادي أرض فلاحيّة وليست مخصّصة لأيّ نشاط
تجاري، وعلّق على ذلك بالقول "تأكّدتُ من خلال العقود التي بحوزتي أنني
وقعتُ ضحية النصب، لأن الأرض فلاحية ولا يمكن استغلالها في أنشطة تجارية".
وذهبَ المستثمر الإيطالي إلى القول إنّه تعرَّض لـ"عملية نصب واحتيال
منظمة"، طالبا من الممثل المغربي سعيد الناصري أن يُعيد إليه المبلغ المالي
الذي حوّله إلى حسابه البنكي، فضلا عن جبر الضرر المعنوي الذي يقول إنّه
لحق به، وتعويضه عن السنة "التي ضيّعتها من أجله". وفق تعبيره.
الناصري يردّ
في المُقابل، قدّم سعيد الناصري رواية مخالفةً تماما لرواية المستثمر
الإيطالي، وقال في اتصال هاتفي مع هسبريس إنّ كلّ ما أدْلى به "فالا
أنطونينو" لا أساسَ له من الصحّة، وأنَّه يمْلك جميع الوثائق التي تُثبتُ
ذلك، مُشيرا إلى أنّ الملف يوجدُ أمام القضاء.
ففي ردّه على اتّهام المستثمر الإيطالي له بكوْنه أقدم على تغيير
مفاتيح النادي، وحجز أغراض وأمتعة عائلته، قال الناصري "هادشي ما كايْنش،
غيرْ كْذوب"، وأضاف "هذا المستثمر الإيطالي وزوْجته المغربيّة هُما اللذان
يسْعيان إلى ممارسة النصب وليْسَ أنا".
وأوضح صاحب فيلم "الخطاف" أنّ المستثمر الإيطالي عبّر في البداية عن
رغبته في اقتناء النادي، قبل أن يعود بعد أسبوعين ويقْترح تأجيره فقط،
واتفق الطرفان على إيجار النادي لمُدة عامين، بمبلغ 100 ألف درهم للشهر
خلال السنة الأولى، وإذا لم يُقتنَى النادي خلال السنة الأولى تُرفع سومة
الكراء إلى 120 ألف درهم، على أنْ يُبْرم عقْد البيْع بعد انتهاء السنة
الثانية.
وبيْنما قالَ المستثمر الإيطاليّ إنّه سافرَ بعد ذلك إلى إيطاليا لقضاء
عُطلة رأس السنة، وعادَ بعْد ثمانية أيّام، قدّم الناصري رواية أخرى، وقال
إنّ المستثمر الإيطالي غادَر المغرب فعلا في دجنبر إلى إيطاليا، بعْد أن
اتفقا على الشروع في إيجار النادي خلال شهر يناير 2014، ووقعا اتفاقا
مبدئيّا حصل مقابله على 30 مليون سنتيم كعربون، يتضمّن جميع الشروط التي
اتفقا عليها.
غيْر أنّ المستثمر الإيطالي لم يعُدْ بعد ثمانية أيّام كما قال –بحسب
رواية الناصري- بلْ في بداية شهر فبراير من سنة 2014، واتّفقا على توقيع
العقد لدى موثّق؛ وأوضح الناصري أنّ الموثق أخبر الطرفيْن أنّه لا يُمكن
توقيع عقد كراء لمدّة عامين، لكوْن القانون المغربي ينصّ على أنّ الأجنبي
إذا اكترى محلا لمدة تفوق سنة مُمْتدّة، يصبح الأصل التجاري (Fond de
commerce) في ملكيته.
"حينَها عرفتُ لماذا أصرَّ هذا المستثمر الإيطالي زوجته على أن نمضي
عقدا لمدّة عامين"، يقول الناصري، مُوضحا أنّ الطرفيْن توصّلا إلى اتفاق
يقضي بإيجار النادي لمُدّة سنة، يتمّ بعد انتهائها تجديدُها، "وبعد إبرام
العقد، تفاجأت بهما يطالباننا أن أسلمهم مفاتيح النادي، وأرسلوا إلي مفوّضا
قضائيا لهذا الغرض"، يقول الناصري.
وتابعَ الناصري أنّه رفَض ذلك، بداعي أنّ العقْد لا يزالُ لدى الموثّق
ولم يوقّع عليه الطرفان بعد، وهو ما جعل المستثمر الإيطالي –يضيف المتحدّث-
يُطالبُ بتسلّم مفاتيح النادي بناء على الاتفاق الأوّل الذي حصل بموجبه
الناصري على عربون 300 ألف درهم، وهو ما رفَضه هذا الأخير، لكْون العقد
يتضمّن شروطا لم يستجب لها المستثمر الإيطالي، ومنها دفْع سومة كراء الأشهر
الستّة الأولى دفعة واحدة.
وبخصوص اتّهامه بحجْز أمتعة المستثمر الإيطالي وأغراضه، التي قدّم
بشأنها هذا الأخير شكاية لدى الأمن، قالَ الناصري "النادي لا يتوفّر أصلا
على مفاتيح، كايْتسدّ غير بالزكروم، وإذا صدّقنا هذه الرواية فيمكن لأي شخص
أن يدخل إلى النادي ويقولَ هادْ النادي وما يحتويه من تجهيزات مِلْكي".
وأضاف "أمّا بالنسبة للأمتعة، فإنّ الفيلا التي توجد في النادي هي سكني
الشخصي ولمْ يشملها عقد الكراء، وجميع الأمتعة التي توجد في النادي
والفيلا مُصوّرة في برنامج "نهار مع سطار" الذي يُبثّ على القناة الثانية،
وقدْ تأكّد عناصر الدرك الملكي من هذه المعطيات حينَ أجروْا بحْثا في
الموضوع".
وفيمَا يُطالبُ المستثمر الإيطالي سعيد الناصري بإرجاع 300 ألف درهم
إليه، وتعويضه عن "الأضرار التي لحقتْ به"، قالَ الناصري إنّه قال في
المواجهة بيْن الطرفيْن أمام وكيل الملك "إذا كانَ هذا المُستثمر مستعدّا
لإيجار النادي فعلا، فأنا مستعدٌّ، ابتداء من الغد، أن أخفّض سومة الكراء
بنسبة 10 في المائة، وإذا كانَ يُريدُ أن يقتني النادي، فأنا مستعدٌّ لخفْض
مبلغ البيع بـ200 مليون سنتيم".
وبعْد المواجهة الأولى أمام وكيل الملك، أجريتْ مواجهة ثانية بيْن
الطرفيْن في ولاية الأمن بسطات، وقالَ الناصري "قلتُ للمحقّقين، لقدْ
وعدْتُ بتخفيض قيمة البيْع أمام وكيل الملك بـ200 مليون، وإذا رغب هذا
المستثمر في اقتناء النادي، فأنا مستعدٌّ لخفْض مبلغ البيْع بـ100 مليون
أخرى، أيْ ما مجموعه 300 مليون سنتيم".
وروى الناصري أنّ المستثمر الإيطالي رفَض ذلك، وطلبَ أنْ يُسلّم له
النادي لاستغلاله لمُدّة عاميْن، دونَ دفْع أيّ إيجار، موضحا أنّ ذلك موثّق
في محاضر الشرطة، "وأنا ما زلْت عنْدَ وعدي بتخفيض سومة الكراء بنسبة عشرة
في المائة، وثمن البيْع، إذا كان هذا المستثمر ينوي فعلا استغلال النادي،
باش نبيّنو ليه أننا حْنا المغاربة ما فيناش تاحراميّات"، يقول الناصري.
وردّا على ما وردَ في كلام المستثمر الإيطالي، من كوْن الأرض التي بُني
عليها النادي هي في الأصل أرض فلاحية، ويُمنع أن يُقام عليها أيّ مشروع
تجاري، تساءل الناصري "واش هادْ الدولة عْندنا فيها السّيبة؟"، وأضاف "هذا
اتّهام باطلٌ، وكلام لا أساس له من الصحّة، وإلّا فكيْف لنا أن نستثمر في
النادي، وهو أكبر نادٍ لركوب الخيْل، بدون التوفّر على رُخصة؟".
الناصري قالَ إنّه يتوفّر على جميع الوثائق التي تثبت أنّ النادي
يتوفّر على جميع الرّخص، وأنْجِزَ تصميمه من طرف الوكالة الحضرية بسطات،
وحصل على رخصة متانة البناء، ورخصة الاستغلال من جماعة الساحل أولاد حريز،
ويدخل في إطار المشاريع السياحية بالعالم القروي، ويؤدّي الضرائب.
واعتبرَ الناصري أنّ الاتهامات الموجّهة إليه من طرف المستثمر الإيطالي
جاءَتْ بعْدما اقتنع أنّه سيخسرُ قانونيّا، وأضاف "لهذا يسعى إلى استغلال
اسمي، رغْم أنني لستُ صاحب النادي، بلْ ممثّلا له، من أجْل خلق ضجّة حوْل
هذا الموضوع".