لا
تنحصر مهمتك مع ابنك أو ابنتك في سن المراهقة على التربية والتوجيه وتلقين
المعلومات وإيجاد حلول للمشكلات وتوفير مستوى المعيشة المناسب فحسب، لأنك
بهذا تكونين أمّا تقليدية ولابد أن تواجهم صدمات عديدة فالأبناء في سن
المراهقة يكونون عرضة للكثير من التأثيرات والتداعيات غير المتوقعة لا سيما
في ظل الثورة الهائلة في تقنية المعلومات والاتصالات.
ابنك المراهق يحتاج منك إلى الإلهام والتحفيز والتشجيع، يحتاج منك إلى
أن تفجري في داخل نفسه طاقات الإبداع مهما كانت مجالاتها ونطاقاتها، يحتاج
منك إلى أن تكوني العامل الأول والأساسي الذي يجعله يأخذ الحياة على محمل
الجدّ ويدرك أن كل دقيقة تمر عليه لها ثمن غال ولها أهمية كبيرة، فهل بذلت
جهداً حقيقياً من أجل أن تكوني مصدر إلهام حقيقي في حياة ابنك المراهق أو
ابنتك المراهقة؟
1ـ ساعديه على اكتشاف تعدد الألوان في الحياة
حتى تكوني مصدر إلهام مؤثر بشكل إيجابي في حياة ابنك المراهق لابد أن
تخرجي خارج نطاق التقليدي والمعتاد والمكرر وما يثير الملل، فالمراهق يريد
أن ينطلق بلا قيود ولا حدود وإذا ما وجد أنك كأمّ لا تفكرين بشأنه إلا من
داخل الصندوق فإنه سيعتبرك أحد القيود التي يسعى إلى تحطيمها، أما إذا قررت
أن تكوني مصدر إلهام له فأخبريه أن الحياة تحوي العديد من الألوان وأن لكل
لون منها جاذبيته الخاصة وآفاقه الرحبة التي لا تنتهي حدود الإبداع فيها،
شجعي ابنك على أن يبحث عن ذاته ويكتشف نفسه عبر ألوان الحياة المتعددة عبر
مجالاتها الفسيحة وأكدي له أنك ستكونين عوناً له بغضّ النظر عن انطلاقاته
شريطة أن يراعي ربه ويتقي النار في أفعاله ولا يخرج عن حدود الدين
والأخلاق.
2ـ تفجير طاقات الموهبة في أعماقها
ابنتك المراهقة قد لا تستطيع أن ترى حقيقة قدراتها وإمكانياتها رغم
وجودها وذلك لأن تفكيرها في مرحلة المراهقة يكون مشوشاً إلى حد بعيد، وحتى
تكوني مصدر إلهام لها فلا يكفي أن تخبريها بالكلمات فقط أنها تتمتع بميزة
كذا أو أنها تملك إمكانية كذا، وإنما ينبغي عليك أن تبتكري لها العوالم
التي تستطيع أن ترى هي بعينها وبقلبها من خلالها كم المهارات والمميزات
والسمات المتفردة التي حباها الله تعالى بها، وبقدر ما تنجحين في هذه
المبادرة الرائعة بقدر ما ستكونين مصدر تحفيز وإلهام لها.
3ـ إحداث التغيير
لتكوني مصدر إلهام لابنك المراهق علميه كيف يصنع التغيير ولو كان
تغييراً بسيطاً إلا أنه يبقى تغييراً هو بطبيعته الفطرية في هذه المرحلة
يريد أن يشعر بتأثيره في تغيير الواقع المحيط به، فإذا ما استطعت أن تكوني
إلى جواره ترقبين كل تغيير يقدم عليه وتنظري إليه بعين الإعجاب أو على
الأقل عين الملاحظة فإن هذا سيساعدك على أن تقودي طاقة الرغبة في التغيير
داخله نحو كل ما هو إيجابي ومفيد له على صعيد إنضاج شخصيته والوصول بها إلى
شاطىء الأمان.